لنا في القبور أحبة يواريهم الثرى يتقطع الفؤاد لفراقهم و تبقى ذكراهم عالقة في الأرواح لا تغيب. يغادرنا الأحباء ونحزن على فقدانهم ونرغب دائمًا في زيارتهم والتواجد بالقرب منهم في كثير من الأوقات. ولكن هل تعلم أن للقبور آداب يجب على المسلم الالتزام بها عند زيارتها! سوف نحدثكم في هذا المقال عن أداب زيارة المقابر. كما سنتعرف أيضًا على أوقات الزيارة المفضلة التي تم ذكرها في المذاهب الفقهية المختلفة ومواصفات المدفن الشرعي كما حدده الإسلام.
أداب زيارة القبور
إن الموت حدث جلل لذلك فيجب على الزائر التزام الصمت في حضرة ذلك الحدث والمكان العظيم. كما يجب أن يتخذ من زيارة القبور عبرة وعظة له في الدنيا والآخرة.
وقد حدد الدين الإسلامي أداب معينة لزيارة القبور بأن تكون للاتعاظ في المقام الأول. و لتذكير المسلم بالآخرة والدعاء للميت أيضا، وسوف نذكر في النقاط التالية أهم الأداب الخاصة بزيارة الموتى:
- تبدأ أداب الزيارة بالسلام على المتوفي. حيث ورد عن الأثر أن يقول الزائر: ” السلام عليكم دار قوم مؤمنين، أنتُم السابقون ونحن بكم لاحقون”.
- يقوم الزائر بعد ذلك بالدعاء للميت وطلب الرحمة والمغفرة له. ومن أداب الدعاء استقبال القبلة أثناء الدعاء والوقوف بالقرب من القبر.
- للميت حرمة يستوجب على الزائر احترامها وذلك بألا يفعل بعض الأشياء المحرمة. مثل: الجلوس على المقبرة أو الوقوف عليها وكذلك البناء عليها.
- أخذ العبرة من الزيارة وهي الزهد في متاع الدنيا الزائل وتذكرة القلب دائمًا بالموت والأخرة كما ذكرنا من قبل.
هل يوجد أوقات محددة لزيارة المقابر؟
يختلط الأمر لدى الكثير حول الأوقات الخاصة بزيارة المقابر، فقد يظن البعض أن هناك أوقاتا محددة لزيارة المقابر وهذا غير صحيح حيث حدد الأئمة الأربعة أنه لا يوجد وقت محدد يمكن لأهل الميت زيارته فيه، ولكن هناك بعض الأوقات حددها يستحب فيها زيارة الميت كما حددها الفقهاء وهي:
- يوم الجمعة لما لهذا اليوم من مكانة عظيمة في الإسلام ويستجيب الله عز وجل به الدعاء، وبالتالي فقد يفضل الكثير من الناس زيارة أقاربهم المتوفيين في يوم الجمعة للإكثار من الدعاء لهم.
- حدد الفقهاء أيضا، ساعة محددة في يوم الجمعة يفضل فيها زيارة القبور وهي الساعة بعد الفجر وقبل طلوع الشمس.
- هناك بعض المذاهب الفقهية مثل: المالكية والشافعية التي حددت وقت يمكن زيارة القبور بها وهو من عصر يوم الخميس وحتى فجر يوم السبت.
لم يثبت في الأثر زيارة الميت في الأعياد والمناسبات الدينية، إنما هو عرف اجتماعي يمارسه البعض كنوع من التودد والتقرب للميت في هذه الأوقات ورغبة الأهل في الأنس بالقرب منه تعويضًا عن افتقاده.
مواصفات المدافن الشرعية
حددت الشريعة الإسلامية مواصفات محددة للمقابر الشرعية وقد اختلف الأئمة الأربعة في بعض التفاصيل الخاصة بها ولكن أتفق الجميع على أن القبر في أصل الشريعة هو عبارة عن حفرة تحت الأرض تستر الميت من أعين الناس، ويجب أن تكون عازلة للروائح وتحمي جسده البالي من التعرض لأي انتهاكات مما يضمن له الأمان والحماية.
ومن الجدير بالذكر أنه دفن أكثر من ميت في قبر واحد يعتبر من المحظورات في الشريعة الإسلامية إلا في حالات معينة مثل تعذر إيجاد مدفن وينطبق هذا الأمر على العيون التي تضم إناثًا أو ذكورًا فقط، ولكن لا يجوزمطلقًا الجمع بين الإناث والذكور في مقبرة واحدة طبقًا للشريعة الإسلامية.
وفي ختام مقالنا، نرجو أن نكون قد أوضحنا كافة المعلومات المتعلقة بأداب زيارة المقابر وقمنا بتصحيح المغلوطات المتعلقة بهذا الموضوع .